الخلاص عند الغنوص: دراسة في تأثير الغنوصية المسيحية على تأويل المُعتقد

يهدف هذا البحث إلى الإجابة عن إشكالية طبيعة الفكر الغنوصي وحدود تباينه مع العقيدة المسيحية الرسمية، من خلال التركيز على مفهوم الخلاص الغنوصي، وتحليل بنية الأفكار العقدية التي اعتبرتها الكنسية المسيحية هرطقة، من قبيل الاعتراف بأن العالم المادي خُلق وفق إرادة شريرة، وسعي الروح إلى التحرر والارتقاء نحو الرفعة الإلهية، وصياغة مفهوم ضيق لكريستولوجيا المسيح الذي يرفض الغنوص أن يكون ذو طبيعة بشرية. معتمدين في ذلك على بعض المناهج العلمية التي تُناسب طبيعة بحثنا كالمنهج التاريخي والوصفي التحليلي، والمنهج المقارن. وقد خَلُص البحث إلى جملة من النتائج أبرزها: العنوصية تيار فكري ينشد المعرفة الروحة الباطنية؛ استمدت أصول عقيدتها من الروافد الشرقية، واعتمدتها منطلقا في تبرير أصل الشر في العالم، لحظة خلقه وفق إرادتين متعارضتين. رغم ذلك، حظيت الغنوصية المسيحية باهتمام كبير في أوساط الدراسات الدينية المقارنة فيما يتعلق بالتأمل الروحي والتأويل الرمزي، واستجلاء المعاني الروحية في باطن الإنسان.